منتديات للبناء فنون

منتديات للبناء فنون (http://www.llbf.com.sa/vb/index.php)
-   المخططات المعمارية (http://www.llbf.com.sa/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   المضمون الإسلامي في تصميم المباني السكنية (2-1) (http://www.llbf.com.sa/vb/showthread.php?t=7266)

الغازي المنصور 03-05-2013 11:03 PM

المضمون الإسلامي في تصميم المباني السكنية (2-1)
 
المضمون الإسلامي في تصميم المباني السكنية (2-1)


(منقول)

اشتقت كلمة المسكن من فعل (سكن) والسكون هو الهدوء والسكينة هي الطمأنينة, ولقد حدد القران الكريم الوظيفة العامة للبيت في سورة النحل (16) الآية (80 ) " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا " … وقد حدد الإسلام الأسس والقواعد الخاصة بعلاقة الفرد بالمجتمع موضحا نظام حياته وطريقة عيشة وآداب سلوكه. ومن ثم فقد ترك ذلك بصماته الواضحة على شكل وملامح وعناصر مسكنة والعلاقات بين هذه العناصر.

فقد أكد الإسلام على الخصوصية في المسكن, فلم يتناوله كبناء بل كغلاف حيث تعيش وتتعايش الأسرة في إطار بعيد عن عين أو إذن الدخلاء والمتطفلين. واختص الله المسكن بالرعاية والاحترام ليس لما هو كمعمار, ولكن لمن هم فيه من سكان.

ومن هنا يمكن تفهم اعتماد المعمار المدخل المنكسر في التصميم بهدف حماية الفراغ الداخلي من أعين المارة. وقد دفع ذلك أيضا إلى اختيار المسقط المنفتح على الداخل سواء في المسكن الخاص أو المساكن العامة التي تقدم خدمات ( سكنية/ تجارية ) مثل الوكالات والخانات, والتي انتظمت عناصرها ووحداتها حول فناء داخلي.

بل يمكن القول أن تصميم هذه الأنماط السكنية قد نبع من الداخل إلى الخارج وليس العكس. وإذا كان هذا النمط المعماري قد وجد في الحضارات السابقة, إلا أن المفهوم هنا قد اختلف, حيث أن هذا المسقط كان يفضل في السابق لما يوفر من فوائد مناخية أو لأنه يلبى احتياجات وعادات اجتماعية متوارثة, إلا أنة في الحضارة الإسلامية يلبى بالدرجة الأولى احتياجات الإنسان المسلم النابعة من مصادر التشريع الإسلامي حيث الحياة كلها تمر من خلال حرم الدار في معزل عن أي امتداد إلى منازل الآخرين, وحيث الواجهة الخارجية هي الحجاب الذي يحمى سكان البيت عن أعين الغرباء.

وقد تحــدد الارتفاع ليـس فقـط ضــمن أضـار المنـفـعة بل ضمن حقـوق الـجـوار " ولا تستطل علية بالبناء فتحج عنة الريح إلا بأذنه ". ومن هنا يتضح أن الإسلام قد أيقظ الحس في الاستفادة من تسخير العوامل المناخية لخدمة الإنسان.

وكذلك فان النظام المعيشي داخل المسكن قد تحدد من خلال آيات القران الكريم والحديث النبوي الشريف, فقد نهى الإسلام عن النوم في الفراغات التي تسمح بالأطلال عليها أو الأطلال منها. وعلى ذلك فإنه في المناطق الإسلامية الحارة حيث تستعمل الأسطح كمنامة, يتوجب عمل سور مرتفع للأسطح كمنامة, يتوجب عمل سور مرتفع للأسطح.

وهنا يتضح أن المضمون قد اثر تأثيرا مباشرا على الشكل ويتوافق مع الظروف البيئية. كذلك كان الفصل بين الحركة القادمة من خارج المنزل وداخل المنزل وبالتالي الفصل بين جناح الاستقبال وجناح السكن توفيق مع النصوص القرآنية " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ "
سورة النور (24) آية (31). كما وجب على المعمار أن يراعى في تصميمه سهولة الحركة والربط الكامل بين العناصر.

وهكذا نجد أن تحديد الإسلام للسلوك حدد أسس تصميمه وأوجد عناصر معمارية ذات وظائف متعددة لبناء احتياجات المسكن المسلم أعطى صورة متغيرة متنوعة في الشكل والتشكيل.

كذلك فان المعمار قد استوحى أسماء بعض العناصر المعمارية في المباني السكنية (الخاصة ) من القران الكريم والتي انتظمت حول الفناء مثل المقعد " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ * " سورة القمر (54) آية (54-55).

كذلك فان وضع الدورات قد التزم بما سبق من ناحية أفضلية عدم استقبال القبلة أو استدبارها بغائط أو بول. كذلك فأنة من المستحسن توجيه غرف السكن في اتجاه القبلة حتى يسهل على المسلم تحديد القبلة والصلاة في الغرف خاصة بالنسبة لأهل المنزل. كما أن هناك محددات أخري في تصميم المسكن وهى ضرورة فصل أماكن الوضوء عن المراحيض.

أما بالنسبة لتصميم غرف النوم فأنة يمكن مراعاة السنة الشريفة من حيث أن من السنة النوم على الجانب الأيمن مواجها للقبلة ما أمكن. أما في المباني المتعددة الأدوار فيلزم مراعاة عدم إمكانية الانفراد بالنساء أو الأطفال دون رقيب وذلك في المصاعد والسلالم فان عدم ظهور من في المصعد أو سماع الصوت أثناء حركته يساعد على تجنب هذا الانفراد.

وإذا كان الإسلام قد اهتم بالجوهر والمضمون فانه كذلك وضع إطارا للتشكيل فحرم استعمال الصور والتماثيل ضمن عناصر التشكيل والزخرفة حيث قال الله تعالى في سورة
المائدة (5) آية (90) " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ".

ومن هنا التزم المعمار بطرق تشكيلية تتوافق مع المعاني القادمة من الدين الحنيف سواء في التشكيل السطحي أو التشكيل بالكتلة وقد ظهرت في صورة متكاملة متزنة.

وقد لوحظ الاهتمام بتشكيل الأسطح الداخلية سواء في الواجهات المطلة على الفناء أو في الفراغات الداخلية, ويرجع ذلك بالدرجة الأولى لانعكاس المفهوم الإسلامي على التصميم حيث أن الإسلام قد اهتم بجوهر الأمور وليس بظواهرها, والفناء هو نواة المبنى مثل القلب في جسم الإنسان, مع كل هذا فان الإسلام لم يطالب بالتعالي والتباهي بإنشاء المساكن ولكن بالبعد عن التبهرج والإسراف والتباهي وهى من مظاهر الدنيا الزائلة ويمكن استلهام ذلك في العديد من الآيات القرآنية الكريمة في سورة الزخرف آيات (33- 34-35) : " وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا ۚ وَإِنْ كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ".

(يتبع)


الساعة الآن 11:54 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

a.d - i.s.s.w