![]() |
المضمون الإسلامي في تصميم المباني السكنية (2-2)
المضمون الإسلامي في تصميم المباني السكنية (2-2)
(منقول) وللتعرف علي المفهوم الإسلامي للسكن في صدر الإسلام ومدي تأثير المضمون علي الشكل نستعرض المسكن النبوي في المدينة المنورة فقد تكون المسكن من عدة وحدات سكنية متجاورة ارتبطت بالمركز الديني (المسجد) في تكوين عضوي مؤكدة بذلك شمولية الدين الإسلامي وكان الإنسان هو النواة التصميمية للمبني حيث تحدد ارتفاعه بالمقياس الآدمي حيث يمكن ملامسة السقف باليد ( حوالي 2.5 متراً ) ويبلغ ارتفاع باب المدخل حوالي ( 1.5 متراً ) عليها مسوح من شعر اسود. فالمسكن في المنظور الإسلامي يعتبر وحدة اجتماعية لا ينفصل فيها البناء عن الآسرة التي تقيم فيه بل أن المضمون الإسلامي لمتطلبات الآسرة المسلمة هو الذي يحدد الفراغ الداخلي للمسكن. ويعني ذلك وجود مشاركة فعلية بين صاحب المسكن والمعماري أو الحرفي في بناء المسكن. وبتطويع هذا المبدأ للمتطلبات المعاصرة فأن بناء المسكن النواة في المناطق الجديدة يمكن أن يكون مدخلا مناسبا للمشاركة الشعبية في الإسكان. كما أن المسكن القشري الذي يقتصر علي الفراغ المفتوح و يترك لساكنة أن يستكمله بمعرفته و تبعا لاحتياجاته و في ضوء إمكانياته يعد مدخلا أخر مناسبا للمشاركة الشعبية في الإسكان. والعمل اليدوي هنا أمر وارد يحض علية الإسلام و يدعو إلية حتى ولو كان صاحبة قادرا علي استئجار غيرة للقيام به، ليس فقط بهدف استثمار طاقة الإنسان في البناء إذا توفر الوقت الناسب و لكن لبناء الإنسان المسلم بناء ذاتياً حتى لا يركن إلي الغير في أداء أعماله. والمسكن الإسلامي لا يقتصر علي الجانب الوظيفي أو الآلي فقط، كما تدعو إلية بعض النظريات الغريبة ،ولكنة تعبير شامل لمواجهة المتطلبات الحياتية للأسرة في ضوء التعاليم والقيم الإسلامية بتصميم المدخل لحجب معظم الفراغ الداخلي للمساكن فأفراد الآسرة اتجاههم إلى الداخل، وللضيف اتجاه آخر معاكس كمبدأ لخصوصية المسكن، وكلا الاتجاهين يلتقيان في حيز مشترك يمكن أن يضاف إلى الأول فيزيد من إمكانية استغلاله لأفراد الآسرة,أو يضاف إلى الثاني فيزيد من إمكانية استغلاله لضيوف الأسرة. وهذا الفصل الفراغي يمكن أن يتم في الاتجاه الأفقي كما يمكن أن يتم في الاتجاه الراسي مع تداخل الفراغات أفقيا وراسيا وخصوصية المسكن لا تراعى فقط بالنسبة للداخل ولكن أيضا بالنسبة للخارج, حيث يراعى المعماري المسلم أسس التصميم للفتحات الخارجية أو العناصر المعمارية المكشوفة على الخارج,فمعظم الفتحات في العمارة المعاصرة لا تتناسب مع أسس التصميم, كما لا تتناسب مع المضمون الإسلامي أساسا. وإذا كان المضمون الإسلامي في تصميم الوحدة السكنية هو المحرك ليد وقلب المعماري المسلم, فان استرجاع التعاليم الإسلامية يجب أن يكون أمام نظر المعماري وهو يحرك قلمه بين العناصر المختلفة للمسكن .ففي مواجهة متطلبات المعيشة لأفراد الآسرة في مراحل نمو أفرادها من الأولاد والبنات,يذكر قول رسول الله صلى الله علية وسلم "علموا أبنائكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ". ويمكن القول بان المقصود بالتفرقة في المضاجع بالحديث هو التفرقة في أماكن النوم والآسرة, آي أنة يمكن للأبناء النوم معا سواء أولاد وبنات أو الولد والولد أو البنت في غرفة واحدة حتى يبلغوا الحلم وعندئذ الفصل بينهم, بالتالي يجب أن يتسم تصميم غرف النوم بالمرونة بحيث يمكن تقسيمها وتحقيق الفصل بين الأبناء عند النوم وهو الآمر الذي يوفر للأبناء إحساسهم بالانتماء والخصوصية اللازمة لكل منهم. وإذا لم يتوفر ذلك بالمساحات الإضافية فأن تكنولوجية البناء يمكن تطويعها للتحكم في التصميم الداخلي واستغلاله أقصى استغلال وتوفير المرونة اللازمة لمواجهة متطلبات الأسرة المسلمة توفيرا لمالها الذي هو جزء من مال المسلمين. وفى حالة عدم إمكانية توفير الفناء الداخلي للوحدة السكنية الذي يحفظ خصوصية المسكن ويساعد على المعالجة المناخية في مناطق محددة من العالم فعلى المعمار المسلم أن يوفر الشرفات التي تضمن الخصوصية والاتجاه بها إلى الداخل في الوحدة السكنية إذا تيسر ذلك بدلا من بروزها وامتدادها على الأطراف الخارجية كما هو قائم في أنماط العمارة المستوردة. ويظهر عامل آخر يتمثل في تعدد الأدوار السكنية.وهنا لابد للمعمار المسلم من أن يتمثل القيم الاجتماعية والسلوكية التي يحض عليها الإسلام أكان ذلك في حركة الآسرة للوصول إلى الوحدات السكنية.أم للحفاظ على خصوصيتها في أثناء هذه الحركة. الأمر الذي يستدعى الإقلال من عدد الوحدات السكنية المنتفعة بعناصر الاتصال الرأسية,والفصل بينها بقدر الإمكان, مع الإقلال من الارتفاع بالأدوار إلى الحد الذي يتضمن التوازن بين كثافة السكان ومتطلبان الخصوصية. والوقاية من الأمراض النفسية التي تنتج عن ارتفاع الأدوار السكنية, ونجد أن الإسلام عنى ببناء الإنسان قبل بناء البنيان, ووضع لذلك منهجا عمرانيا للبناء بقدر الحاجة وذم التباهي والتفاخر بالتطاول في البنيان وكثرة الزخارف سواء كان ذلك لبناء مساكن أو غيرها. والوحدة السكنية في المفهوم الإسلامي ليست الآلة التي يقتصر أداؤها على الاحتياجات الوظيفية للأسرة, بل توفر الراحة السكنية لا صحابها. وهنا يدخل الجانب التشكيلي والجمالي لاستكمال المضمون الإسلامي من واقع القيم التراثية والثقافية للمكان. فالمضمون هو آلمكن للشكل، مع المخزون في وجدان المعماري المسلم من قيم تشكيلية ترسب عنده على مدى فترات تكوينه العلمي والعملي, نتيجة لقراءاته ومشاهداته أو انطباعاته التي قد تتغير وتتطور بتغير البيئة التي يتحرك فيها حتى يصل إلى النضوج, حيث تثبت عنده فلسفة معمارية خاصة أو نظرية تشكيلية مميزة أو قيم جمالية معينة. الأسس التصميمية المقترحة للنماذج المعاصرة للمباني السكنية عند استنباط نماذج معاصرة للمسكن الإسلامي لابد من مراعاة أن الأسس التصميمية لعمارة المسكن تخضع للاتجاهات الفكرية التي تحرك العمل المعماري وهى تختلف من معمار لآخر, ومن هذه الأسس مثلا, توفير الخصوصية في الوحدة السكنية بفصل النوم والمعيشة العائلية عن جناح الاستقبال مع أيجاد مدخل منكسر لا يكشف داخل الوحدة السكنية, ومن هذه الأسس أيضا توجيهه دورات المياه بحيث لا تستقبل القبلة, وقد تتمثل هذه الأساسيات في الاتجاه إلى الداخل بالنسبة لغرف الوحدة السكنية وقد تكون من الأساسيات التصميمية ضرورة التوافق مع البيئة المحلية واستثمار الإمكانيات المتاحة بأقصى طاقة ممكنة مع تأكيد الطابع المحلى للعمارة. إلا أن هناك أساسيات تصميميه ثابتة ترتبط بالعقيدة ويحددها مضمون المسكن قبل تشكيلة كمراعاة عدم التطاول في البنيان أو الالتزام بحرمة الجيرة والجيران وإتباع منهج الوسطية في اقتصاديات البناء من عدم الإسراف أو التقتير في استعمال الزخارف والتجهيزات, مع ثبات الأساسيات التصميمية تختلف الحلول فالبعض يرى توجيه كل مكونات المسكن للداخل,وتأكيد صلابة المبنى من الخارج ومنهم من يرى توجيهه كل مكونات المسكن للخارج سعيا وراء الشمس والهواء. آخرين يتجهون إلى التعبير الواضح عن مكونا ت المسكن, كل على حدة,,منهم من يرى المبنى ككتلة واحدة أو من يتجه إلى التعبير الواضح عن طرق الإنشاء ومواد البناء أو إلى التعبير التشكيلي وإخفاء طرق الإنشاء ومواد البناء أنة كلما التزم المعمار بالصدق في التعبير عن هيكل الإنشاء والعناصر الداخلية بالمسكن كلما اقترب العمل المعماري من القيم الإسلامية ومع تنوع الحلول تبرز العديد من الاتجاهات التصميمية المتضاربة بالنسبة للعلاقات الوظيفية بين مكونات المسكن. |
حياك الله أخي الغازي المنصور
مشاركة رائعة تشكر عليها ...وأصالة إسلامية عريقة .. بالتوفيق للجميع.. تحية طيبة |
شكراً ... شكراً
دائماً متألق أخي العزيز "المشرئب" أرجو أن تكون المشاركة مفيدة للجميع شكرأ ... شكراً وفق الله الجميع |
الساعة الآن 12:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010